قرار
وزارة الشباب والرياضة منذ أيام بتشكيل لجنة للتفكير في تطوير الرياضة
والذهاب بكرة القدم إلى الاحتراف لم يتجاوب معه الإعلام الجزائري، ولا
أسرة الحركة الرياضية الوطنية ، ولا حتى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ،
ليس لأن الأمر لا يعنيهم أو لأنهم لا يرغبون في الاحتراف، وليس لأن الكل
منشغل بالمنتخب الأول لكرة القدم ، ولكن لأن القرار جاء في شكل بيان قصير
دون تفسير أو تنسيق ، و الأسرة الإعلامية والرياضية في الجزائر تدرك أكثر
من أي كان بأن القضية ليست بهذه البساطة والسهولة ، وبأن الأمر ليس بيد
الوزارة أو اللجنة المشكلة لوحدهما ، وليس بين عشية وضحاها نقول للشيء كن
فيكون ، بل هو ضرورة ملحة يفرضها الواقع والتحولات التي تعرفها الرياضة
الجزائرية منذ مدة ، وتشترطها الفيفا على كل من يريد الاستمرار في ممارسة
كرة القدم عل أعلى مستوى .
نقول هذا الكلام لأن الموسم الكروي المقبل سيكون كسابقه ، وهو الأخير قبل
أن تدخل إجراءات الفيفا حيز التطبيق ، ونصبح خارج اللعبة . ونعلن حالة
الطوارئ لأننا لا نرى شيئا في الأفق ، والوزارة في واد والفاف والأندية
والسلطات المحلية المعنية في واد أخر .
الوزارة لا تدري من أين تبدأ ومتى ، وهل تبدأ بتغير النصوص أو تغير ما في
النفوس ، وهل تفعل ذلك مع الاتحاد الجزائري أو بمعزل عنه ، وماهو الهدف من
تشكيل اللجنة ، ومن هم أعضائها ، وما هو المطلوب منها ، وماهي المعطيات
التي بحوزتها ، ولماذا تأخر تشكيلها إلى اليوم ، ومتى تنتهي من أعمالها .
ثم ما مصير كل اللجان التي تشكلت من قبل ، وأين هي نتائج أعمالها ، وماذا
يفعل جيش الإطارات الجزائرية التي تعمل في الوزارة ومديريات الشباب
والرياضة ، وهل يعرفون شيئا عن الموجود والمطلوب ، وهل يعرفون ما يحدث في
عالم الكرة اليوم ، وما سيحدث غدا وبعد غد . أما الاتحاد الجزائري فهو
منشغل بالمنتخبات الوطنية وبالتحضير للمونديال والموسم الكروي المقبل،
والنوادي منهمكة في إنهاء الموسم في القسم الأول وليس لها الوقت حتى
للتفكير في الموسم القادم، ولا تعتبر نفسها معنية لأنها ليست طرفا في
اللجنة ، ولا يهمها الاحتراف لأنها تعودت على الهواية ، وتعودت على
التفكير في المباراة المقبلة فقط وفي اللاعب الفلاني أوالمدرب الذي ستجلبه
في حالة الخسارة في المباراة المقبلة .
هي تساؤلات لابد منها رغم أننا في غمرة التحضير للمونديال ، والمونديال
يدوم شهرا واحدا نعود بعده إلى واقعنا ، ونصطدم بنفس الأشخاص ، ونفس
العقليات ، ونفس المش
، ثم نعاود تشكيل لجنة أخرى تعاود التفكير، ونضيع
على أنفسنا الاستثمار الفعلي في الصحوة الكروية الحاصلة اثر تأهل المنتخب
إلى المونديال .
أما الاتحاديات الأخرى فحدث ولا حرج ، ولا أحد يتكلم عنها وعن تحضيراتها
لأولمبياد لندن المقررة (غدا)، ولم نسمع عن تشكيل لجنة مشتركة مع اللجنة
الأولمبية للتحضير للألعاب الأولمبية المقبلة ، ولا أحد يتكلم عن الآلاف
من الشبان الممارسين لكل الرياضات الذين يتخبطون في مش
لا حسر لها .
الاحتراف يا ناس لن نصل إليه بقرار وزاري ، ويستدعي أكثر من لجنة وزارية
لا نعرف تشكيلتها ولا طعمها ولا لونها ، ويتطلب تشريعات جديدة وإرادة
سياسية فعلية وتجنيد لكل الرجال والهيئات وحتى وسائل الإعلام .